نفذ المكتب الفني لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ندوة نقاشية حول القضية الجنوبية وتعويض الجنوب والمصالحة الوطنية في مخرجات الحوار الوطني، وذلك ضمن برنامج عين على اليمن الاتحادي الذي أطلقه المكتب الفني، لإثراء النقاشات حول تطبيق مخرجات الحوار الوطني في على أرض الواقع وفي مختلف المجالات.
وفي الندوة التي أقيمت عبر منصة (زوم) تحدث عدد من الأكاديميين والناشطين وأعضاء مخرجات الحوار الوطني عن سبل تنفيذ مخرجات الحوار كمشروع طريق لدولة النظام والقانون وبناء الإنسان، معتبرين القضية الجنوبية مفتاح البداية لإعادة اللحمة الوطنية في مواجهة مشاريع الانقلاب ومساعي العودة إلى ما قبل الجمهورية.
حيث تحدث علاء الغوبة عضو مؤتمر الحوار عن انعكاسات الواقع اليمني ومسبباته معتبرا الانقلاب الحوثي على مخرجات الحوار ومؤسسات الدولة هو أبرز الأسباب للوصول الى المشاكل الحالية، مضيفا أن توحيد الصفوف في مواجهة هذا الانقلاب يمثل اصطفافا عمليا حول مشروع الدولة الاتحادية.
من جانبها تحدثت خديجة عليوة عضوة مؤتمر الحوار الوطني عن مكانة القضية الجنوبية في مشروع الدولة الاتحادية والتي كانت وليدة سياسات خاطئة على مدى العقود الماضية تجاوزت الجنوب في معادلة الوحدة وخلفت العديد من المظالم جعلت من المستحيل العبور إلى دولة جديدة دون سبر أغوارها ومعالجتها والقضاء على مسبباتها.
كما تحدثت سمية القارمي عضو مؤتمر الحوار الوطني عن مكانة وموقع وأولوية القضية الجنوبية في مشروع الدولة الاتحادية، مشيرة إلى أن القوى التي سعت لتقويض الوحدة اليمنية هي نفسها من تسعى لعرقلة مشروع الدولة الاتحادية طيلة ثمان سنوات، مؤكدة أن الطريق إلى الدولة الاتحادية يمر عبر رد المظالم والمصالحة الوطنية الشاملة ومخاربة خطاب العنف والإرهاب.
إلى ذلك تحدث أصيل جابر عن شبكة عدن للمبادرات عن دور الشباب في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن سيما في مسار المصالحة الوطنية، باعتبار الشباب من أكثر الفئات تحررا منعقد وصراعات الماضي وبيدهم إبداع الحلول المناسبة وتقريب وجهات النظر والسعي لمعالجة الكثير من مخلفات الصراعات السياسية وفق قواعد جبر الضرر والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، كما أشار جابر إلى جملة العراقيل والتشوية التي تفتعلها القوى المتضررة من مشروع الدولة الاتحادية في طريق التعريف بمخرجات الحوار الوطني التي يتبناها المكتب الفني، مؤكدا على قدرة الشباب واستجابتهم لمشروع الدولة الاتحادية باعتباره يمثل طريقا للوصول إلى أحلامهم وتطلعاتهم ويجعلهم شركاء في بناء الوطن وصناعة مستقبله.
الصحفي والناشط الحقوقي أدهم فهد تطرق من خلال ورقته إلى ما أنجزته وثيقة مخرجات الحوار الوطني من تقريب وجهات النظر ووضع حلول وضمانات لقضايا شائكة على مدى سنوات، ومن أبرزها معالجة إشكالات سوء إدارة الوحدة، ومعالجة مشاكل الإقصاء والصراعات قبل وبعد الوحدة. وأشار فهد أنه رغم الانقلاب الحوثي على الدولة إلا أن مخرجات الحوار الوطني مازالت تمثل قاعدة للبناء عليها في المضي لدولة مدنية يمنية حديثة.
من جانبهما تحدث كل من علي حرمل باقطيان من شبكة مبادرات حضرموت والدكتور عمر العوبثاني عضو برنامج رسل اليمن الاتحادي، حول وضع حضرموت في الدولة الاتحادية، كأحد أهم أقاليم الدولة الاتحادية على المستوى الاقتصادي والجغرافي والسكاني، والتي كانت حاضرة في مخرجات الحوار الوطني، مؤكدين على ضرورة تفعيل دور التوعية بما يخص امتيازات الأقاليم والولايات واستحقاقاتها على المستوى المحلي من عائدات الثروات السيادية، والتي ظلت محرومة منه لعقود طويلة بسبب سياسيات الإدارة المركزية للدولة
وشملت الندوة عددا من المداخلات عبرت في مجملها عن تطلع المشاركين لمشاهدة مخرجات الحوار كمشاريع مؤسسية على أرض الواقع وأن يضطلع الكل بدوره في بناء اليمن الاتحادي كل من موقعه.
