اليمن الاتحادي الجديد المسار الوطني للشراكة في السلطة والثروة

ياسر الرعيني
وزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني

February 2, 2019
__
كلمة وزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني
العاصمة المؤقتة عدن
الإثنين - 28 يناير - 2019م
__

الإخوة والأخوات .. الحضور جميعاً..

نرحب بكم أجمل ترحيب في هذه الندوة التي تحمل عنوان اليمن الاتحادي الجديد المسار الوطني للشراكة في السلطة والثروة.. ونحييكم تحية حوارية خاصة عنوانها الأبرز " بالحوار نصنع المستقبل" .. ذلك الشعار الذي مثل قاعدة الانطلاق لرسم معالم مستقبل وضاء، صاغ اليمنيون حروفه ومبادئه بتوافقٍ لم يسبق أن أجمعوا على مشروعٍ كهذا المشروع على مر التاريخ اليمني، إذ التقت كافة المكونات السياسية والمجتمعية، وتدارست على مدى ما يقارب العام كافة القضايا الوطنية، وتم تشخيص المشاكل والمعوقات، والتحقق من مضامينها، وصياغة المعالجات بشكل توافقي، فكانت المحصلة الخروج بالوثيقة الوطنية التي تضمنت 1800 مبدأ دستوري وقانوني وتوصيات تداوي جراح الماضي وتؤسس لمناخ من الثقة بين المواطنين وبعضهم، ومع المؤسسات العامة، وتأكيد العزم على عدم تكرار أخطاء الماضي وجراحه، كما تؤسس للمستقبل وبناء الدولة المدنية الحديثة.

ونحتفي اليوم بالذكرى الخامسة لإعلان اليمن الاتحادي .. بعد مرور خمسة أعوام على إعلانها شهد الوطن فيها متغيرات كثيرة أبرزها انقلاب 21 سبتمبر 2014م والذي عمل على عرقلة هذا المشروع والاستيلاء على مؤسسات الدولة والحرب على الوطن والمواطن وتدمير البنية التحتية وإحداث خلخلة في النسيج الاجتماعي.

وبفضل تضحيات الأبطال من الجيش الوطني والمقاومة والشعبية تم التصدي لهذا الانقلاب، الذي سيتم الانتصار عليه قريباً، فإرادة الشعب لا تقهر .. وقد كان منطلق النصر من هذه المدينة المدنية الرائدة التي عرفت على مر التاريخ بدعمها للحضارة والتحرر ومشاريع البناء، وكانت المحضن للحركات الوطنية، ومنها الآن يعيد التاريخ كتابة نفسه بأن هذه المدينة منطلق لتنفيذ مشروع الوطن في بناء الدولة الاتحادية التي تطلع إليها شعبنا اليمني.

وتمثل هذه الذكرى فرصة هامة للتذكير بمخرجات الحوار الوطني وما حققه اليمنيون من انجاز تاريخي توافقي، ورفع وعي المواطنين بها واستئناف العمل على تنفيذها وفق برنامج تدعمه الدولة يسهم في رفع الأمل لدى المواطنين، ويعزز قناعاتهم بحرص الدولة على التمسك بمشروعهم مشروع اليمن الاتحادي الجديد، وإحباط مساعي الانقلاب في إيقاف تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.

وهذه الندوة هي إحدى فعاليات الحملة التوعوية التي انطلقت تزامناً مع هذه الذكرى في عدد من المحافظات، والتي لاقت صدى كبيراً تفاعل خلالها المواطنين ومنظمات المجتمع المدني وكافة الفئات المجتمعية مع الحملة وبرامجها، معلنين بذلك تأكيد تمسكهم بمخرجات الحوار الوطني كمرجعية وطنية لا يمكن السماح بتجاوزها.

لقد كانت القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، عند مستوى تطلعات اليمنيين وحلمهم، فأعلنت تمسكها بخيار اليمنيين ورفض كل أسباب العودة إلى الماضي معلنة مشروع الدولة الاتحادية مشروعاً لا رجعة عنه، وترجمة لذلك تم توجيه الحكومة بضرورة إعداد البرامج لتهيئة المؤسسات للتحول إلى الدولة الاتحادية، والشروع ببرامج التوعية والتنفيذ للمخرجات.

وإننا في شؤون تنفيذ مخرجات الحوار، وبفضل الجهود الحثيثة، وبإسناد وتعاون المجتمع المدني، استطعنا أن نجعل من مخرجات الحوار الوطني برامج عمل في كثير من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ونجحنا في تحويل كثيراً من مخرجات الحوار من بنود ذات قوالب قانونية ودستورية إلى قيم ومفاهيم ثقافية وسلوكية، ومشاريع بناء ونهضة وتنمية، كما عملنا على تنفيذ البرامج التدريبية والتوعوية والمشاريع التنفيذية، وأطلقنا عدد من حملات التوعية خلال الفترة الماضية بهدف رفع الوعي بمخرجات الحوار ومسودة الدستور الجديد وتعزيز ثقافة التحول إلى الدولة الاتحادية، ونفذنا بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية ما يزيد عن 170 ندوة وجلسة توعية وورش عمل ودورات تدريب خلال الفترة الماضية، استفاد منها ألاف المشاركين من كافة فئات المجتمع.

ولعل المرحلة التي نعيشها من أهم المراحل التي تستدعي تظافر الجهود لبناء اليمن الاتحادي الجديد وتهيئة المؤسسات للتحول إلى الدولة الاتحادية، والتي تجري على قدم وساق وفقاً لخططٍ تنفيذية لتطبيق هذه المخرجات بشكل أكثر ترتيباً في إطار مجالات العمل التنفيذية للتحول للدولة الاتحادية وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ترجمة لحرص القيادة السياسية والحكومة لتنفيذ المخرجات على أرض الواقع والتي تعتبرها أولوية ملحة لما تضمنته من حلول ومعالجات للماضي وإصلاح الحاضر والتأسيس لمستقبل مشرق والعبور بالوطن إلى بر الأمان.

وقد كانت الإنجازات في هذا الجانب انعكاساً لهذا الحرص والاهتمام، والذي دفع بنا في شئون الحوار لمضاعفة الجهود، بدءاً بمرحلة التقييم، ومن ثم إعداد الدراسات، والرفع بالمشاريع الموائمة لطبيعة المرحلة، ورفع التوصيات المتضمنة أولويات وخطة العمل التي أقرتها القيادة السياسية، والحكومة، ومن ثم وضع البرامج التنفيذية اللازمة، والبدء بالتنفيذ على أرض الواقع.

ورغم التحديات الكثيرة التي نواجهها ومنها عدم اعتماد موازنة مستقلة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ضمن الموازنة العامة للدولة أو اعتماد الموازنة المرفوعة من قبل وزير الدولة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وعدم صرف موازنة تشغيلية لمكتب وزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، إلا أننا ومعنا فريق العمل "موظفين ـ متطوعين" عازمين بكل حماس وفاعلية على مضاعفة الجهود لتنفيذ الخطط المقرة الضامنة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، مستمدين قوتنا من إيماننا بمشروع اليمن الاتحادي وإرادة شعبنا اليمني الذي يتطلع لتحقيق حلمه في بناء اليمن الاتحادي الجديد.

نشكركم مجدداً لتلبية الدعوة في الحضور لهذه الندوة التي نأمل أن تحقق أهدافها.. ونحيي كل من تفاعل مع هذه الحملة، ونؤكد أن هذه المخرجات حاضرة في وجدان كل الوطنيين على مدار العام، والتوعية بها، وتنفيذها لا يرتبط بموسم معين بل بشكل دائم، وكل يوم تزداد فاعلية التوعية والتنفيذ بشكل أكبر وأكثر تأثيراً ..

تحية للجميع .. ودمتم ودام الوطن بكل خير وأمن وأمان واستقرار وتنمية وبناء

وثيقة
مخرجات الحوار الوطني

تحميل الوثيقة ←

مسودة
دستور اليمن الجديد

تحميل مسودة الدستور ←