اليمن الاتحادي هو الحل

د. عادل دشيلة

January 25, 2020

جرّب الشعب اليمني النظام الملكيولم يجن من ذلك النظام الفاشي سِوى الويلات، والمرض، والدمار، وانتشار الطبقية في أبشع صورها المقيتة حيث تم تقسيم الناس إلى طبقات، وهذا التقسيم ما أنزل الله بهمن سلطان. ما يزال اليمنيون يعانون من ذلك التقسيم الطبقي حتى كتابة هذه السطور. بالإضافة إلى ذلك، عاش اليمنيون تجارب مريرة قبل تحقيق الوحدة اليمنية وبعد تحقيقها.

فشل النظام المركزي الجمهوري في تثبيت مبادئ الثورتين سبتمبر وأكتوبر وإرساء مبدأ العدالة وتثبيت القيم الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وكان من ضمن الأسباب التي أدت إلى عدم الاستقرار السياسي في البلاد هو المركزية المفرطة.


لا أحد ينكر بأن اليمن بلد تقليدي مُحافظ ولا يُمكن أن يقبل بأي نظام مركزي مهما كانت قوته والأمثلة كثيرة على ذلك ولسنا بحاجة إلى التوضيح أكثر. لقد توافق اليمنيون على مخرجات الحوار الوطني الشامل ووضعوا الحلول الجذرية لمشاكلهم الداخلية ولشكل دولتهم واتفقوا على النظام الاتحادي، لكن القوى التقليدية والجماعات المتمردة حاولتا إفشال مخرجات الحوار الوطني من خلال الانقلاب على مؤسسات الدولة وإدخال البلد في نفق مُظلم ولا يمكن الخروج منه بسهولة ما لم يكن هناك بسط لسيطرة الدولة على كآفة أراضي البلاد ومن ثم الشروع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة اليمنية الاتحادية.

 

كما لا يمكن القضاء على المشاريع الظلامية التي تنهش في الجسد اليمني الجريح إلا بقيام دولة يمنية إتحادية. الدولة الاتحادية لا تعني تقسيم البلد على أسس مناطقية وجهوية كما تحاول جماعات العنف المتمردة اليوم أن تقسّم البلد وتحوله إلى كانتونات متناحرة بل تعني قيام نظام إتحادي لخدمة المواطن وإشراك الجميع في السلطة، والثروة، والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية وعدم التفرد بالحكم وحكر السلطة في يد مجموعة تنتهك القانون وتهدر ثروات البلاد. الدولة الاتحادية هي بنية سياسية، واقتصادية، واجتماعية وثقافية متكاملة.

 

لقد عانت بعض دول العالم من الصراعات والحروب الأهلية والثقافات العنصرية ولم تجد في النظام المركزي سِوى الفساد والتخلف واحتكار السلطة إما بيد أسرة ثيوقراطية أو نظام مركزي قمعي. لذلك لجأت هذه الدول لتغيير نظامها إلى نظام إتحادي أو فيدرالي ومن هذه الدول: الولايات المتحدة الأمريكية، المكسيك، سويسرا، النمسا، الهند، كندا، جنوب إفريقيا، ألمانيا الاتحادية، إندونيسيا، بريطانيا. إذن، اليمن اليوم بحاجة لنظام اتحادي من أجل الخروج من هذا الواقع المؤلم وهو ما ينبغي أن نعمل من أجله حتى يتحقق مستقبلنا نحن وكذلك مستقبل الأجيال القادمة.

 

وثيقة
مخرجات الحوار الوطني

تحميل الوثيقة ←

مسودة
دستور اليمن الجديد

تحميل مسودة الدستور ←