جمهورية يمنية اتحادية تتوحد فيه مطالب اليمنين واليمنيات

نبيلة سعيد
صحفية

January 24, 2020

تنفس التغيير والمطالب الحرة أصداء اليمن منذ 2010م ثم تلتها تحركات في كافة الخارطة الوطنية وبدأت الثورة الشبابية السلمية تأخذ طريقها في الميادين والساحات، وارتفعت الحناجر اليمنية بالمطالب المشروعة التي طال غيابها أمدا طويلاً، أصبح هتاف يتحد مع كل المكونات اليمنية والفئات وارتفع الرصيد يوماً فآخر وبدأت الأمكنة تأخذ طابع الزخم الثوري الذي لفت أنظار العدسة العالمية والدولية وكانت المباركة اليمنية لأبناء الوطن من الخارج تعاضد زخم التغيير الداخلي وترسم صورة مكتملة المعالم.

وحدة المشروع والأهداف
في زوايا الصورة الثورية كانت المرأة اليمنية الأعمق فاعليةً وعطاءً ودوراً مشبوباً بالعشق لوطن يحتضن طموحات أهله وأبناؤه، كان الإيمان بالأرض والتاريخ والإنسان يرتفع صداه في حناجر المسيرات التي ترافق فيه النساء الرجال في شراكة لم يشهد لها التاريخ نموذجاً، كان يشاهد المجتمع الدولي ما يحدث بإعجاب متنامي مع كل إصرار يتبعه ديمومة تحتضن بين طياتها المشروع الأم مشروع الدولة المدنية الحديثة التي تحافظ على الثروة وتبنى مستقبل مواطنيها وتعيد صياغة الدور الحقيقي للدولة ذات السيادة التي تأخذ موقعها بين مقدمة الأمم الباحثة عن النهضة والتنمية المستدامة.
في تلك الثورة المشروعة التحقت المرأة ليمتد سيل من الحضور النوعي على مستوى الفكرة والسلوك والرؤية والتصور والأداء والمهنية العالية، هي عدسة العالم قبل عدسة اليمن ترصد بإعجاب إسهامات ثورية لمرأة على مستوى التحدي والتناغم مع لغة التضحيات الجسام طمعاً في الحصول على وطن معافا من محاولات الابتزاز و الإجهاض لمقدرات الأرض والإنسان والحياة في البيئة اليمنية، كانت البداية خطوات وأصبحت كبيرة بحجم الطموح الذي تماشج في ذاكرة المرأة حلماً لما هو قادم في الدولة المدنية الحديثة دولة مؤسسات تغيب فيها سلطة الشخص والعائلة ليصبح الإنسان اليمني بمقدراته وممتلكاته وإمكاناته هو وحدة بناء الحضارة في اليمن .
الضريبة مرتفعة والمطالب مستمرة
مرت قرابة العقد من الزمان على ضريبة كبيرة سواءً من البنية الأساسية "الإنسان" وانتهاء بالحياة العامة دفعها اليمن من أقصاه لأقصاه، عقد تعيش فيه اليمن بين المطالب المشروعة ومخالب المتربصين بها ولا يختلف مخلب الداخل عن الخارج فالأهداف تجمع الفرقاء، فعلى سبيل التقدير الزمنى نغلق العام الخامس واليمن تعيش ظروف الحرب والأوضاع الإنسانية بالغة التعقيد ولا يكون أمام اليمنيين إلا طريقين لا ثالث لهما إما البقاء في مربع الصراع لأمد غير معلوم أو المضي بخطوات التنمية لاستمرار الحياة وإغلاق أعتى ملف في تاريخ اليمن تحطمت فيه مقومات الحياة وغاب رحيق الخدمات الأساسية في صورة تقصدية مقيتة،

وبالرغم أن اليمنين خلال هذا العقد مروا بالهجرة بنوعيها الداخلية والخارجية فضلاً عن الانتظار للنهاية إلا أن المطالب مازالت لغتها واضحة والدفاع عنها مستمر يأخذ مداد حروفه بنفس السمت الثوري الذى عرف من إرادة شعبية حرة عرفت طريقها في 2011 وإن اختلفت جغرافيا أبناء اليمن في هذه الأثناء لكنها ذات الطموحات والأهداف والرؤى والتصورات التي تعيش في عقول أبناء اليمن في أي بعقة يسكنون عليها.

جمهورية اتحادية تتوحد فيه مطالب اليمنين واليمنيات
في لغة التعريض لأدوار نوعية تحضر المرأة اليمنية لتكون الأبرز على مستوى التعاطي عندما يكون الحديث عن الثورة وأهدافها واليمن الاتحادي القادم واسهاماته في رقى الحياة وتنميتها لتعود الذاكرة الوطنية تحمل صور بطولية تمتلك الصمود دفاعاً عن قداسة الخروج الأول في ساحات الحرية والكرامة الإنسانية، وقد تمتلك المرأة التي  دفعت كلفة باهضه بغياب اقرب الناس اليها سواءً زوجا او أبا او أخا او ابنا، ورغم صورة غير اعتيادية ولا يوجد مثيل لها في المنطقة العربية أصبحت المرأة في اليمن المسؤول الأول عن رعاية الأسرة، إلا إن إمكانية التكيف مع التحديات  هي السمت الذى يميز أي امرأة يمنية لازالت تحافظ على لغة المطالب ذاتها من لحظات الميلاد حتى الدولة الاتحادية القادمة، لتدخل كل المؤسسات والمنظمات الدولية وتشارك في المؤتمرات والفعاليات وتصنع أيقونتها الخاصة التي تعبر فيها عن طموحات  نساء اليمن.

ولعل رابطة أمهات المعتقلين، والجمعيات والمؤسسات الخيرية والتنموية والاغاثية والمبادرات الشبابية التي انطلقت في الريف والحضر بصورة مجتمعية لم يشهدها التاريخ اليمني الحديث أكبر شاهد لازال حيا ًيرشح لأوضاع في البناء المدني قادمة ستكون المرأة شريكاً نوعيا بإسهامات تمثل حاضرا ًمختلفا عن الأمس

السؤال الأهم / في البيئة التاريخية للثورة منذ بداياتها وبعد الحرب وأثناء الانتظار: هل ستختلف لغة المطالب أم سيكشف التاريخ أن اليمنين اليوم هم أكثر اتحاداً حول ذاتية المطالب التي خرجوا من أجلها في كل البقعة اليمنية؟  هل سيكون المهاجرون والنازحون والمنتظرون على أهبة الاستعداد لبداية اليمن الاتحادي الجديد ولإعادة بناءه؟ هل سيكون هناك أدوار تعالج كل الإخفاقات الماضية التي أوجدت صور مقيتة سواءً تلك المتعلقة بفعالية الدور المطلوب والمأمول من المرأة اليمنية أو توزيع الثروة العادلة بين أبناء اليمن أو التعايش السلمي وتقبل الآخر في المساحة الواحدة؟ هل سيكون هناك بعدا استراتيجيا لاحتضان تأهيل الشباب في صياغة حضارية راشدة لبناء تنمية مستدامة تعود بالتقدم والنهضة؟، وفيما إذا طال أمد التراخي للخروج إلى الحل السلمي أو الحسم العسكري هل سيجد اليمنين الطريق لاحتضان اليمن بلداً يستحق أن يُقَدَّم فيه ومن أجله الكثير.

وثيقة
مخرجات الحوار الوطني

تحميل الوثيقة ←

مسودة
دستور اليمن الجديد

تحميل مسودة الدستور ←